نتشرت ظاهرة النِّفاق منذ عصر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد كان المنافقون متغلغلين في صفوف المؤمنين، وبما أنَّ الإيمان مسألةٌ قلبيَّة، فقد شقَّ على المؤمنين تمييزهم، بيد أنَّ الآيات التي نزلت في حقِّ المنافقين كانت كفيلةً بتسليط الضَّوء على صفاتهم و أفعالهم لتمايزهم فيهما عن المؤمنين، و بما أنَّ للإيمان انعكاسًا على الأقوال والأفعال، فكذلك كان للنِّفاق آثارًا فيهما، وقد صُنِّف النِّفاق في القرآن الكريم على أنه مرضٌ في القلب، و قد وضحت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة صفات المنافقين تبصرة لنا، فالقرآن الكريم حافلٌ بصفاتهم، وموضِّحٌ لممارساتهم، كما وجاءت السُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة مفسِّرة لصفاتهم النَّفسيَّة، وتعاملاتهم الخُلُقِيَّة، وبما أنَّ القرآن الكريم قد نزل مُنَجَّمًا فقد بيَّن صفاتهم في مختلف مراحل الدَّعوة الإسلاميَّة، فبعد أن قويَت شوكة المسلمين دخل كثير من النَّاس في الإسلام، بيد أنَّ براثن الجاهليَّة بقيت جاثمةً على صدورهم، وعلى الرَّغم من وجودهم تحت راية الإسلام، إلا أنَّ الهوة كانت واسعة فيما بينهم وبين المؤمنين، تجلى ذلك في كثير من تصرُّفاتهم المعادية للمؤمنين في فترات الحرب والسِّلم، من إظهار الإيمان وإبطان الكفر، واختلاق الإشاعات الكاذبة عن المؤمنين ونشرها، والفرح بمصيبة المؤمنين، وحب شيوع الفاحشة في أوساطهم، وغيرها كثير. وموضوعنا لهذه المقالة توضيح المعنى اللغوي والاصطلاحي للنفاق، وشرح صفات المنافقين النَّفسيَة كما وردت في القرآن والسُّنة، و بيان خطورة المنافقين على الفرد والأمَّة، وكيفيَّة معرفة المنافقين من صفاتهم، وتمييزهم عن المؤمنين من خلال البحث في كينونتهم النَّفسية، بمنهجية وصفية تحليلية استقرائية. الكلمات المفتاحية: صفات، منافقين، إيمان، قرآن